فصل: باب إخبار الذئب بنبوته صلى الله عليه وسلم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


 باب في سره وعلانيته صلى الله عليه وسلم

14059- عن يحيى بن الجزار قال‏:‏ دخل نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة فقالوا‏:‏ يا أم المؤمنين حدثينا عن سر رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ قالت‏:‏ كان سره وعلانيته سواء‏.‏ ثم ندمت قالت‏:‏ أفشيت سر رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ قالت‏:‏ فلما دخل أخبرته فقال‏:‏ ‏"‏أحسنت‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني وقال‏:‏ عن يحيى عن أم سلمة، ورجالهما رجال الصحيح‏.‏

 باب في أسمائه صلى الله عليه وسلم

14060- عن حذيفة قال‏:‏ بينا أنا أمشي في طريق المدينة إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول‏:‏

‏"‏أنا محمد وأحمد ونبي الرحمة ونبي التوبة والحاشر والمقفي ونبي الملاحم‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه سوء حفظ‏.‏

14061- وعن جابر بن عبد الله قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أنا أحمد وأنا محمد وأنا الحاشر الذي أحشر الناس على قدمي، وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر، فإذا كان يوم القيامة كان لواء الحمد معي وكنت إمام المرسلين وصاحب شفاعتهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عروة بن مروان قيل فيه‏:‏ ليس بالقوي، وبقية رجاله وثقوا‏.‏

14062- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏أنا أحمد ومحمد والحاشر والمقفي والخاتم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط‏.‏

 باب إخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات

14063- عن محمد بن جعفر بن الزبير قال‏:‏ جلس عمير بن وهب الجمحي وصفوان بن أمية بعد مصاب أهل بدر من قريش في الحجر بيسير، وكان عمير بن وهب شيطاناً من شياطين قريش، وكان ممن يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويلقون منه عناء إذا هم بمكة، وكان ابن وهب بن عمير في أسارى أصحاب بدر‏.‏ قال‏:‏ فذكروا أصحاب القليب بمصابهم فقال‏:‏ والله إن في العيش خيراً بعدهم‏.‏ فقال عمير بن وهب‏:‏ صدقت والله لولا دين علي ليس عندي قضاؤه، وعيالي أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى أقتله فإن لي فيهم علة ابني عندهم أسير في أيديهم‏.‏ قال‏:‏ فاغتنمها صفوان فقال‏:‏ علي دينك أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي أسويهم ما بقوا لا نسعهم بعجز عنهم‏.‏ قال عمير‏:‏ اكتم عني شأني وشأنك‏.‏ قال‏:‏ أفعل، ثم أمر عمير بسيفه فشحذ وسُمَّ ثم انطلق إلى المدينة‏.‏ فبينما عمر رضي الله عنه بالمدينة في نفر من المسلمين يتذاكرون يوم بدر وما أكرمهم الله به وما أراهم من عدوهم إذ نظر إلى عمير بن وهب قد أناخ بباب المسجد متوشح السيف فقال‏:‏ هذا الكلب والله عمير بن وهب ما جاء إلا لشر، هذا الذي حرش بيننا وحرزنا للقوم يوم بدر‏.‏ ثم دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله هذا عمير بن وهب قد جاء متوشح بالسيف قال‏:‏ ‏"‏فأدخله‏"‏‏.‏ فاقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه بها وقال عمر لرجال من الأنصار ممن كان معه‏:‏ ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجلسوا عنده واحذروا هذا الكلب عليه فإنه غير مأمون‏.‏ ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم به

وعمر آخذ بحمالة سيفه فقال‏:‏ ‏"‏أرسله يا عمر، ادن يا عمير‏"‏‏.‏ فدنا فقال‏:‏ أنعموا صباحاً‏.‏ وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، السلام تحية أهل الجنة‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ أما والله يا محمد إن كنت لحديث عهد بها‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فما جاء بك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسبه قال‏:‏ ‏"‏فما بال السيف في عنقك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ قبحها الله من سيوف فهل أغنت عنا شيئاً‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أصدقني ما الذي جئت له‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ما جئت إلا لهذا‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏بلى قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر فتذاكرتما أصحاب القليب من قريش فقلت‏:‏ لولا دين علي وعيالي لخرجت حتى أقتل محمداً‏.‏ فتحمل صفوان لك بدينك وعيالك على أن تقتلني والله حائل بينك وبين ذلك‏"‏‏.‏ قال عمير‏:‏ أشهد أنك رسول الله، قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء وما ينزل عليك من الوحي وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان فوالله إني لأعلم ما أنبأك به إلا الله فالحمد لله الذي هداني للإسلام وساقني هذا المساق‏.‏ ثم شهد شهادة الحق‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏فقهوا أخاكم في دينه وأقرئوه القرآن وأطلقوا له أسيره‏"‏‏.‏ ثم قال‏:‏ يا رسول الله إني كنت جاهداً على إطفاء نور الله شديد الأذى لمن كان على دين الله وإني أحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم إلى الله وإلى الإسلام لعل الله أن يهديهم ولا أؤذيهم كما كنت أؤذي أصحابك في دينهم‏.‏ فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحق بمكة‏.‏

وكان صفوان حين خرج عمير بن وهب قال لقريش‏:‏ أبشروا بوقعة ‏[‏تأتيكم الآن‏]‏ تنسيكم وقعة بدر‏.‏ وكان صفوان يسأل عنه الركبان حتى قدم راكب فأخبره بإسلامه فحلف أن لا يكلمه أبداً ولا ينفعه بنفع أبداً‏.‏ فلما قدم عمير مكة أقام بها يدعو إلى الإسلام ويؤذي من خالفه أذى شديداً فأسلم على يديه ناس كثير‏.‏

رواه الطبراني مرسلاً وإسناده جيد‏.‏

14064- وروى عن عروة بن الزبير نحوه مرسلاً وقال فيه‏:‏ ففرح المسلمون حين هداه الله وقال عمر بن الخطاب‏:‏ لخنزير كان أحب إلي منه حين اطلع وهو اليوم أحب إلي من بعض بني‏.‏

وإسناده حسن‏.‏

14065- وعن أبي عمران الجوني - لا أعلمه إلا عن أنس - قال‏:‏ كان وهب بن عمير شهد أحداً كافراً فأصابته جراحة فكان في القتلى فمر به رجل من الأنصار فعرفه، فوضع سيفه في بطنه حتى خرج من ظهره ثم تركه، فلما دخل الليل وأصابه البرد لحق بمكة فبرأ، فاجتمع هو وصفوان بن أمية في الحجر، فقال لصفوان بن أمية‏:‏ لولا عيالي ودين علي لأحببت أن أكون أنا الذي أقتل محمداً بنفسي‏.‏ فقال صفوان‏:‏ فكيف تصنع‏؟‏ فقال‏:‏ أنا رجل جواد لا ألحق آتيه فأغتره ثم أضربه بالسيف ثم ألحق بالجبل ولا يلحقني أحد‏.‏ فقال له صفوان‏:‏ فعيالك ودينك علي‏.‏ فخرج فشحذ سيفه وسمه ثم خرج إلى المدينة لا يريد إلا قتل محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏ فلما قدم المدينة رآه عمر بن الخطاب فهاله ذلك وشق عليه وقال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إني رأيت وهباً قدم فرابني قدومه وهو رجل غادر فأطيفوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم‏.‏ فأطاف المسلمون بالنبي صلى الله عليه وسلم فجاء وهب فوقف على النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ أنعم صباحاً يا محمد‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏قد أبدلنا الله خيراً منها‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ عهدي بك تحدث بها وأنت معجب‏.‏ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما أقدمك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ جئت أفدي أساراكم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ما بال السيف‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أما إنا قد حملناها يوم بدر فلم نفلح ولم ننجح‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فما شيء قلت لصفوان وأنتما في الحجر‏:‏ لولا عيالي وديني لكنت أنا الذي أقتل محمداً بنفسي‏؟‏‏"‏‏.‏ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم الخبر فقال وهب‏:‏ هاه كيف قلت‏؟‏ فأعاد عليه‏.‏ قال وهب‏:‏ قد كنت

تخبرنا خبر أهل الأرض فنكذبك فأراك تخبر خبر أهل السماء أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله‏.‏ فقال‏:‏ يا رسول الله أعطني عمامتك‏.‏ فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عمامته ثم خرج راجعاً إلى مكة‏.‏ فقال عمر‏:‏ لقد قدم وإنه لأبغض إلي من الخنزير ثم رجع وهو أحب إلي من ولدي‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

14066- وعن أبان بن سلمان عن أبيه سلمان قال‏:‏ كان إسلام قباث بن أشيم الليثي أن رجالاً من العرب وغيرهم أتوه فقالوا‏:‏ إن محمد بن عبد المطلب خرج يدعو إلى غير ديننا‏.‏ فقام قباث حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دخل عليه قال له‏:‏ ‏"‏اجلس يا قباث‏"‏‏.‏ فأوجم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏‏[‏أنت القائل‏:‏‏]‏ لو خرجت نساء قريش بأكملها ردت محمداً وأصحابه‏"‏‏.‏ فقال قباث‏:‏ والذي بعثك بالحق ما تحرك به لساني ولا ترمرمت به شفتاي ولا سمعه مني أحد وما هو إلا شيء هجس في نفسي، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً رسول الله، وأن ما جئت به الحق‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من لم أعرفهم‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدمت قصة العباس في غزوة بدر‏.‏ وقصة ذي الجوشن في غزوة الفتح‏.‏

وحديث جابر بن عبد الله في قصة خزيمة بن ثابت الذي كان في عير خديجة في عجائب المخلوقات‏.‏

وحديث عبد الله بن بسر في مناقبه‏.‏ وغير ذلك‏.‏

14067- وعن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الله عز وجل قد رفع لي الدنيا فأنا أنظر إليها وإلى ما هو كائن فيها إلى يوم القيامة كأنما أنظر إلى كفي هذه جليان جلاه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم كما جلاه للنبيين من قبله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف كثير في سعيد بن سنان الرهاوي‏.‏

14068- وعن أبي بكرة قال‏:‏ لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث كسرى إلى عامله على أرض اليمن ومن يليه من العرب وكان يقال له‏:‏ باذام أنه بلغني أنه خرج رجل قبلك يزعم أنه نبي فقل له فليكف عن ذلك أو لأبعثن إليه من يقتله أو يقتل قومه‏.‏ قال‏:‏ فجاء رسول باذام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له هذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لو كان شيء فعلته من قبلي كففت ولكن الله عز وجل بعثني‏"‏‏.‏ فأقام الرسول عنده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن ربي قتل كسرى ولا كسرى بعد اليوم، وقتل قيصر ولا قيصر بعد اليوم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فكتب قوله في الساعة التي حدثه واليوم الذي حدثه والشهر الذي حدثه فيه ثم رجع إلى باذام فإذا كسرى قد مات وإذا قيصر قد قتل‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير كثير بن زياد وهو ثقة وعند أحمد طرف منه وكذلك البزار‏.‏

14069- وعن خريم بن أوس قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏هذه الحيرة البيضاء قد رفعت لي، وهذه الشماء بنت بقيلة الأزدية على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ يا رسول الله إن دخلنا الحيرة ووجدتها على هذه الصفة فهي لي‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏هي لك‏"‏‏.‏

ثم ارتدت العرب فلم يرتد أحد من طيئ فكنا نقاتل قيساً على الإسلام ومنهم عتبة بن حصن وكنا نقاتل طليحة بن خويلد الفقعسي فامتدحنا خالد بن الوليد وكان فيما قال فينا‏:‏

جزى الله عنا طيئـا في ديـارهـا * بمعترك الأبطـال خير جـزاء

هم أهلُ راياتِ السـماحة والندى * إذا ما الصبا ألوت بكل خباء

هم ضربوا قيساً على الدينِ بعد ما * أجـابوا مناديَ ظلمةٍ وعماء

ثم سار خالد بن الوليد إلى مسيلمة فسرنا معه، فلما فرغنا من مسيلمة وأصحابه أقبلنا إلى ناحية البصرة، فلقينا هرمز بكاظمة في جمع عظيم ولم يكن أحد أعدى للعرب من هرمز‏.‏

قال أبو السكين‏:‏ وبه يضرب المثل، تقول العرب‏:‏ أكفر من هرمز‏.‏

فبرز له ابن الوليد ودعا إلى البراز، فبرز له هرمز، فقتله خالد رضي الله عنه ‏[‏وكتب بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه‏]‏ فنفله سلبه، فبلغت لأقلنسوة هرمز مائة ألف درهم، وكانت الفرس إذا أشرف فيها رجل جعلوا‏]‏ قلنسوته بمائة ألف درهم، ثم سرنا على طريق الطف حتى دخلنا الحيرة، فكان أول من تلقانا فيها شيماء بنت بقيلة على بغلة لها شهباء بخمار أسود ‏[‏كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏]‏ فتعلقت بها وقلت‏:‏ هذه وهبها لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعاني خالد عليها البينة، فأتيته بها، فسلمها إلي ونزل إلينا أخوها عبد المسيح فقال لي‏:‏ بعنيها، فقلت له‏:‏ لا أنقصها والله من عشر مائة

شيئاً، فدفع إلي ألف درهم فقيل لي‏:‏ لو قلت‏:‏ مائة ألف، دفعها إليك‏.‏ فقلت‏:‏ لا أحسب أن مالاً أكثر من عشر مائة‏.‏ وبلغني في غير هذا الحديث أن الشاهدين كانا محمد بن مسلمة وعبد الله بن عمر‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

14070- وعن عائشة قالت‏:‏ كان يوم من السنة تجتمع فيه نساء النبي صلى الله عليه وسلم عنده يوماً إلى الليل قالت‏:‏ وفي ذلك اليوم قال‏:‏ ‏"‏أسرعكن لحوقاً أطولكن يداً‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ فجعلنا نتذارع بيننا أينا أطول يدين‏.‏ قالت‏:‏ وكانت سودة أطولهن يداً، فلما توفيت سودة علمنا أنها كانت أطولهن يداً في الخير والصدقة‏.‏ قالت‏:‏ وكانت زينب تغزل الغزل

وتعطيه سرايا النبي صلى الله عليه وسلم يخيطون به ويستعينون به في مغازيهم‏.‏ قالت‏:‏ وفي ذلك اليوم قال‏:‏

‏"‏كيف بإحداكن ينبح عليها كلاب الحوأب‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح بعضه‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا وفي بعضهم ضعف‏.‏

14071- وعن أم سلمة قالت‏:‏ لما دخل بي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏يا أم سلمة إني أهديت للنجاشي مسكاً وحلة ولا أراه إلا قد مات ولا أرى هديتي إلا سترد إلي‏"‏‏.‏

قالت‏:‏ وكان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطى نساءه أوقية أوقية وأعطاني سائر المسك والحلة‏.‏

رواه الطبراني‏.‏ وأم موسى بن عقبة لا أعرفها‏.‏ ومسلم بن خالد الزنجي وثقه ابن معين وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏ قلت‏:‏ وقد تقدم حديث أم كلثوم بهذه القصة في الهدية في البيع من مسند الإمام أحمد وغيره‏.‏

14072- عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يهلك كسرى فلا يكون كسرى بعده فإنه يقول‏:‏ أنا ملك الأملاك، ويهلك قيصر فلا يكون قيصر بعده فإنه يقول‏:‏ أنا ملك الأملاك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏

14073- وعن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه عبيد بن كثير التمار وهو متروك‏.‏

14074- وعن ابن عباس قال‏:‏ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أظلتنا سحابة نحن نطمع فيها فقال‏:‏ ‏"‏إن الملك الذي يسوقها أو يسوق هذه السحابة دخل علي فسلم فأخبرني أنه يسوقها إلى وادي كذا‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

14075- وعن رافع قال‏:‏ كان بالرحال ابن غنمويه من الخشوع واللزوم لقراءة القرآن والخير فيما يرى

رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء عجيب فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً والرحال معنا جالس مع نفر فقال‏:‏ ‏"‏أحد هؤلاء النفر في النار‏"‏‏.‏ قال رافع‏:‏ فنظرت في القوم فإذا أبو هريرة الدوسي وأبو أروى الدوسي والطفيل بن عمرو الدوسي ورجال بن غنفويه فجعلت أنظر وأتعجب وأقول‏:‏ من هذا الشقي‏؟‏ فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم رجعت بنو حنيفة، فسألت‏:‏ ما فعل الرجال بن غنفويه‏؟‏ فقالوا‏:‏ افتتن هو الذي شهد لمسيلمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أشركه في الأمر بعده‏.‏ فقلت‏:‏ ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حق وسمع الرجّال وهو يقول‏:‏ كبشان انتطحا فأحبهما إلينا كبشنا‏.‏

رواه الطبراني وقال فيه‏:‏ الرحال بالحاء المهملة المشددة وهكذا قاله الواقدي والمدائني وتبعهما عبد الغني بن سعيد ووهم في ذلك‏.‏ والأكثرون قالوا‏:‏ إنه بالجيم الدارقطني وابن ماكولا، وفي إسناد هذا الحديث الواقدي وهو ضعيف‏.‏

14076- وعن أوس بن خالد قال‏:‏ كنت إذا قدمت على أبي محذورة سألني عن رجل وإذا قدمت على الرجل سألني عن أبي محذورة فقلت‏:‏ لأبي محذورة إذا قدمت عليك سألتني عن فلان وإذا قدمت على فلان سألني عنك قال‏:‏ كنت أنا وأبو هريرة وفلان في بيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏آخركم موتاً في النار‏"‏‏.‏ فمات أبو هريرة ثم مات أبو محذورة ثم مات الرجل‏.‏

رواه الطبراني وأوس بن خالد لم يرو عنه غير علي بن زيد وفيهما كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

14077- وعن أبي يونس قال‏:‏ كنت تاجراً بالمدينة فإذا قدمت المدينة سألني

أبو هريرة عن سمرة بن جندب وإذا قدمت البصرة سألني سمرة عن أبي هريرة فقال أبو هريرة‏:‏ كنا سبعة في بيت فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏آخركم موتاً في النار‏"‏‏.‏ فلم يبق إلا أنا وسمرة‏.‏

قلت‏:‏ لعله أراد نار الدنيا فإن سمرة مات كذلك والله أعلم‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن زيد بن جدعان وقد وثق وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

14078- وعن جابر بن سمرة قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏ليخرجن الظعن من المدينة حتى يدخل الحيرة لا يخاف أحداً إلا الله عز وجل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني والبزار ورجال البزار رجال الصحيح غير أحمد بن يحيى الأودي وهو ثقة‏.‏

14079- وعن أبي جحيفة - فيما يعلم بعض الرواة - قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ستفتح عليكم الدنيا حتى تنجد بيوتكم كما تتنجد الكعبة‏"‏‏.‏ قلنا‏:‏ ونحن على ديننا‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ قلنا‏:‏ يومئذ خير من اليوم‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بل أنتم اليوم خير من يومئذ‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

14080- وعن حذيفة قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏يكون في أمتي رجل يتكلم بعد الموت‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدم حديث النعمان بن بشير فيمن تكلم بعد الموت في الخلافة في الخلفاء الأربعة‏.‏

 باب إخبار الذئب بنبوته صلى الله عليه وسلم

14081- عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ عدا الذئب على شاة فأخذها، فطلبها الراعي فانتزعها منه، فأقعى الذئب على ذنبه فقال‏:‏ ألا تتقي الله تنزع مني رزقاً ساقه الله عز وجل إلي‏؟‏ فقال‏:‏ يا عجباً ذئب مقعي على ذنبه يكلمني بكلام الأنس‏!‏ فقال الذئب‏:‏ ألا أخبرك بأعجب من ذلك‏!‏ محمد صلى الله عليه وسلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق‏.‏ قال‏:‏ فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي‏:‏ الصلاة جامعة ثم خرج فقال للأعرابي‏:‏ ‏"‏أخبرهم‏"‏‏.‏ فأخبرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏صدق والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الأنس ويكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ويخبر فخذه ما أحدث أهله بعده‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ عند الترمذي طرف من آخره‏.‏

رواه أحمد‏.‏

14082- وفي رواية‏:‏ عن أبي سعيد أيضاً قال‏:‏ بينما رجل من أسلم في غنيمة له يهش عليه في بيداء ذي الحليفة إذ عدا عليه الذئب فانتزع شاة من غنمه فجهده الرجل يرمي بالحجارة حتى استنقذ منه شاته‏.‏ فذكر نحوه‏.‏

رواه أحمد والبزار بنحوه باختصار ورجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح‏.‏

14083- وعن أبي هريرة قال‏:‏

جاء ذئب إلى راعي غنم فأخذ منها شاة فطلبه الراعي حتى انتزعها منه‏.‏ قال‏:‏ فصعد الذئب على تل فأقعى واستذفر وقال‏:‏ عمدت إلى رزق رزقنيه الله فانتزعته مني‏؟‏ فقال الراعي‏:‏ بالله إن رأيت كاليوم ذئباً يتكلم‏!‏‏!‏ قال الذئب‏:‏ أعجب من هذا رجل في النخلات بين الحرمين يخبركم بما مضى وبما هو كائن بعدكم‏.‏ وكان الرجل يهودياً فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ‏[‏فأسلم‏]‏ وخبره فصدقه النبي صلى الله عليه وسلم وقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إنها أمارات من أمارات بين يدي الساعة، وقد أوشك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى تحدثه نعلاه وسوطه ما أحدث أهله بعده‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح باختصار‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

 باب سؤال الذئب القوت

14084- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ بنحوه - يعني بنحو حديث قبله - وزاد فيه‏:‏ وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى يوماً صلاة الغداة ثم قال‏:‏

‏"‏هذا الذئب وما الذئب جاءكم يسألكم أن تعطوه أو تشركوه في أموالكم‏"‏‏.‏ فرماه رجل بحجر فمر أو ولى وله عواء‏.‏

رواه البزار وقال‏:‏ وهذا الذي زاده جرير لا نعلم أحداً رواه غيره، ورجاله رجال الصحيح غير زياد بن أبي الأدبر وهو ثقة‏.‏

 باب شهادة الشجر بنبوته صلى الله عليه وسلم

14085- عن ابن عمر قال‏:‏ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا قال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أين تريد‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ إلى أهلي‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏هل لك في خير‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ وما هو‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله‏"‏‏.‏ قال‏:‏ من شاهد على ما تقول‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏هذه الشجرة‏"‏‏.‏ فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خداً حتى جاءت بين يديه فاستشهدها ثلاثاً فشهدت أنه كما قال، ثم رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه وقال‏:‏ إن يتبعوني آتيك بهم وإلا رجعت إليك فكنت معك‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏ ورواه أبو يعلى أيضاً والبزار‏.‏

 باب شهادة الضب بنبوته صلى الله عليه وسلم

14086- عن عمر بن الخطاب بحديث الضب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في محفل من أصحابه إذ جاء أعرابي من بني سليم قد صاد ضباً وجعله في كمه فذهب به إلى رحله فرأى جماعة فقال‏:‏ على من هذه الجماعة فقالوا‏:‏ على هذا الذي يزعم أنه النبي، فشق الناس، ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا محمد ما اشتملت النساء على ذي لهجة أكذب منك وأنقص، ولولا أن تسميني العرب عجولاً لعجلت عليك فقتلتك، فسررت بقتلك الناس أجمعين‏.‏ فقال عمر‏:‏ يا رسول الله دعني أقتله‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أما علمت أن الحليم كاد يكون نبياً‏"‏‏.‏ ثم أقبل الأعرابي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ واللات والعزى لا آمنت بك‏.‏

وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا أعرابي ما حملك على أن قلت ما قلت، وقلت غير الحق ولم تكرم مجلسي‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ وتكلمني أيضاً - استخفافاً برسول الله صلى الله عليه وسلم - واللات والعزى لا آمنت بك حتى يؤمن بك هذا الضب‏.‏ فأخرج الضب من كمه فطرحه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ إن آمن بك هذا الضب آمنت بك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا ضب‏"‏‏.‏ فكلمه الضب بلسان عربي مبين يفهمه القوم جميعاً‏:‏ لبيك وسعديك يا رسول رب العالمين‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من تعبد‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ الذي في السماء عرشه، وفي الأرض سلطانه، وفي البحر سبيله، وفي الجنة رحمته، وفي النار عذابه‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فمن أنا يا ضب‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أنت رسول رب العالمين وخاتم النبيين قد أفلح من صدقك وقد خاب من كذبك‏.‏

فقال الأعرابي‏:‏ أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله حقاً، والله لقد أتيتك وما على وجه الأرض أحد هو أبغض إلي منك، ووالله لأنت الساعة أحب إلي من نفسي ومن ولدي، فقد آمنت بك شعري وبشري وداخلي وخارجي وسري وعلانيتي‏.‏ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الحمد لله الذي هداك ‏[‏الدين‏]‏ الذي يعلو ولا يُعلى، لا يقبله الله تعالى إلا بصلاة، ولا تقبل الصلاة إلا بقرآن‏"‏‏.‏ فعلّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏{‏الحمد‏}‏ و‏{‏قل هو الله أحد‏}‏ فقال‏:‏ يا رسول الله ما سمعت في البسيط، ولا في الرجز أحسن من هذا‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن هذا كلام رب العالمين وليس بشعر، وإذا قرأت ‏{‏قل هو الله أحد‏}‏ ‏[‏مرة‏]‏ فكأنما قرأت ثلث القرآن، وإذا قرأت ‏{‏قل هو الله أحد‏}‏ مرتين فكأنما قرأت ثلثي القرآن، وإذا قرأت ‏{‏قل هو الله أحد‏}‏ ثلاث مرات فكأنما قرأت القرآن كله‏"‏‏.‏

فقال الأعرابي‏:‏ نعم الإله فإن إلهنا يقبل اليسير ويعطي الجزيل‏.‏ ثم قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أعطوا الأعرابي‏"‏‏.‏ فأعطوه حتى أبظروه‏.‏ فقام عبد الرحمن بن عوف فقال‏:‏ يا رسول الله إني أريد أن أعطيه ناقة أتقرب بها إلى الله عز وجل دون البختي وفوق الأعرابي، وهي عشر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏قد وصفت ما تعطي وأصف لك ما يعطيك الله تعالى جزاء‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ناقة من درة جوفاء قوائمها من زمرد أخضر وعنقها من زبرجد أصفر، عليها هودج، وعلى الهودج السندس والإستبرق، تمر بك على الصراط كالبرق الخاطف‏"‏‏.‏ فخرج الأعرابي من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلقاه ألف أعرابي على ألف دابة بألف رمح وألف سيف‏.‏ فقال لهم‏:‏ أين تريدون‏؟‏ فقالوا‏:‏ نقاتل هذا الذي يكذب ويزعم أنه نبي‏.‏ فقال الأعرابي‏:‏ إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقالوا له‏:‏ صبوت‏؟‏ فقال لهم‏:‏ ما صبوت‏.‏ وحدثهم هذا الحديث فقالوا بأجمعهم‏:‏ لا إله إلا الله محمد رسول الله‏.‏ فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فتلقاهم في رداء، فنزلوا عن ركابهم يقبّلون ما رأوا منه إلا وهم يقولون‏:‏ لا إله إلا الله محمد رسول الله، فقالوا‏:‏ مرنا بأمرك يا رسول الله قال‏:‏ ‏"‏تدخلون تحت راية خالد بن الوليد‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فليس أحد من العرب آمن منهم ألف جميعاً إلا بنوا سليم‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه محمد بن علي بن الوليد البصري قال البيهقي‏:‏ والحمل في هذا الحديث عليه‏.‏ قلت‏:‏ وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

 باب حديث الظبية

14087- عن أنس بن مالك قال‏:‏ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم قد صادوا ظبية فشدوها إلى عمود فسطاط فقالت‏:‏ يا رسول الله إني وضعت ولدين خشفين فاستأذن لي أن أرضعهما ثم أعود، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏خلوا عنها حتى تأتي خشفيها فترضعهما وتأتي إليكما‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ ومن لنا بذلك يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أنا‏"‏‏.‏ فأطلقوها فذهبت فأرضعت ثم رجعت إليهم فأوثقوها‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏تبيعوها‏"‏‏.‏ قال‏:‏ يا رسول الله هي لك، فخلوا عنها فأطلقوها فذهبت‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح المري وهو ضعيف‏.‏

14088- وعن أم سلمة قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحراء فإذا مناد يناديه‏:‏ يا رسول الله فالتفت فلم ير أحداً ثم التفت فإذا ظبية موثوقة فقالت‏:‏ ادن مني يا رسول الله، فدنا منها فقال‏:‏ ‏"‏حاجتك‏؟‏‏"‏‏.‏ فقالت‏:‏ إن لي خشفين في هذا الجبل فخلني حتى أذهب فأرضعهما ثم أرجع إليك‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏وتفعلين‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ عذبني الله عذاب العشار إن لم أفعل‏.‏ فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها، وانتبه الأعرابي فقال‏:‏ ألك حاجة يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم تطلق هذه‏"‏‏.‏ فأطلقها فخرجت تعدو وهي تقول‏:‏ أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله‏.‏

رواه الطبراني وفيه أغلب بن تميم وهو ضعيف‏.‏

 باب ما جاء في الشاة المسمومة

14089- عن ابن عباس أن امرأة من اليهود أهدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مسمومة فأرسل إليها فقال‏:‏ ‏"‏ما حملك على ما صنعت‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ أحببت أو أردت إن كنت نبياً فإن الله عز وجل سيطلعك ‏[‏عليه‏]‏، وإن لم تك نبياً أريح الناس منك‏.‏ قال‏:‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد من ذلك شيئاً احتجم‏.‏ قال‏:‏ فسافر مرة فلما أحرم وجد من ذلك شيئاً فاحتجم‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة‏.‏

14090- وعن أنس قال‏:‏ بنحوه وزاد فيه‏:‏ وأهدت امرأة يهودية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة سميطاً

فلما مد يده إليها ليأكل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن عضواً من أعضائها يخبرني أنها مسمومة‏"‏‏.‏ فامتنع رسول الله صلى الله عليه وسلم وامتنع من معه فأرسل إلى اليهودية فقال‏:‏ ‏"‏ما حملك على أن أفسدتيها بعد أن أصلحتيها‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ أردت أن أعلم إن كنت نبياً فإنك ستعلم ذلك، وإن كنت غير نبي أرحت الناس منك‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وهو ثقة وهو ضعيف‏.‏

14091- وعن أبي سعيد الخدري أن يهودية أهدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة سميطاً فلما بسط القوم أبديهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أمسكوا فإن عضواً من أعضائها يخبرني أنها مسمومة‏"‏‏.‏ فأرسل إلى صاحبتها‏:‏ ‏"‏أسممت طعامك هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ما حملك على ذلك‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ أردت إن كنت كاذباً أن أريح الناس منك، وإن كنت صادقاً علمت أن الله تبارك وتعالى سيطلعك عليه‏.‏ فبسط يده وقال‏:‏ ‏"‏كلوا بسم الله‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فأكلنا وذكرنا اسم الله فلم يضر أحداً منا‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

14092- وعن كعب بن مالك أن امرأة يهودية أهدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مصلية بخيبر‏.‏ فقال لها‏:‏ ‏"‏ما هذه‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ هذه هدية، وحذرت أن تقول من الصدقة‏.‏ فأكل وأكل أصحابه ثم قال لهم‏:‏ ‏"‏أمسكوا‏"‏‏.‏ ثم قال للمرأة‏:‏ ‏"‏هل سممت هذه الشاة‏؟‏‏"‏‏.‏ فقالت‏:‏ من أخبرك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏هذا العظم لساقها‏"‏‏.‏ وهو في يده قالت‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏لم‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ قلت‏:‏ إن كنت كاذباً أن يستريح الناس منك، وإن كنت نبياً لم يضرك‏.‏ فاحتجم النبي صلى الله عليه وسلم ‏[‏على الكاهل‏]‏ وأمر أصحابه فاحتجموا، فمات بعضهم‏.‏

قال الزهري‏:‏ وأسلمت المرأة فزعموا أنه قتلها‏.‏

رواه الطبراني وفيه أحمد بن بكر البالسي وثقه ابن حبان وقال‏:‏ يخطئ، وضعفه ابن عدي، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

14093- وعن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن أبيه عن جده قال‏:‏ أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مسمومة مصلية فأكل منها هو وبشر بن البراء بن معرور، فمرضا مرضاً شديداً، ثم أن بشراً مات، فلما مات أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليهودية التي أهدتها له فقال‏:‏ ‏"‏ما أطعمتينا ويحك‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ أطعمتك السم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ما حملك على ذلك‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ سمعتك تذكر فإن كنت نبياً علمت أنها لا تضرك، وإن كنت غير ذلك فأردت أن أريح الناس منك‏.‏ ثم أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلبت‏.‏

رواه الطبراني‏.‏ ويحيى هذا إن كان ابن أبي لبيبة فقد ذكره الذهبي في الميزان وإن كان ابن لبيبة فلم أعرفه‏.‏

14094- وعن عمار بن ياسر قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأكل من هدية حتى يأمر صاحبها أن يأكل منها للشاة التي أهديت له بخيبر‏.‏

رواه البزار عن شيخه إبراهيم بن عبد الله المخرمي وثقه الإسماعيلي وضعفه الدارقطني وفيه من لم أعرفه‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدم في غزوة خيبر من مرسل عروة‏.‏

 باب حبس الشمس له صلى الله عليه وسلم

14095- عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الشمس فتأخرت ساعة من نهار‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن‏.‏

14096- وعن أسماء بنت عميس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالصهباء ثم أرسل علياً في حاجة فرجع وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم العصر فوضع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه في حجر علي فنام فلم يحركه حتى غابت الشمس فقال‏:‏ ‏"‏اللهم إن عبدك علياً احتبس بنفسه على نبيه فرد عليه الشمس‏"‏‏.‏ قالت أسماء‏:‏ فطلعت عليه الشمس حتى وقفت على الجبال وعلى الأرض، وقام علي فتوضأ وصلى العصر ثم غابت في ذلك بالصهباء‏.‏

14067- وفي رواية عنها أيضاً قالت‏:‏

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يكاد يغشى عليه، فأنزل عليه يوماً وهو في حجر علي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏صليت العصر‏"‏‏.‏ قال‏:‏ لا يا رسول الله، فدعا الله فرد عليه الشمس حتى صلى العصر‏.‏ قالت‏:‏ فرأيت الشمس طلعت بعدما غابت حين ردت حتى صلى العصر‏.‏

رواه كله الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح عن إبراهيم بن حسن وهو ثقة وثقه ابن حبان، وفاطمة بنت علي بن أبي طالب لم أعرفها‏.‏

 باب رده البصر صلى الله عليه وسلم

14098- عن قتادة بن نعمان قال‏:‏ أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس فدفعها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي يوم أحد فرميت بها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اندقت سيتها ولم أزل عن مقامي نصب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألقى السهام بوجهي، كلما مال سهم منها إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ميلت وجهي ورأسي لأقي وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا رمي أرميه، فكان آخرها سهماً ندرت منه حدقتي على خدي وافترق الجمع، فأخذت حدقتي بكفي فسعيت بها في كفي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم دمعت عيناه فقال‏:‏

‏"‏اللهم إن قتادة قد أوجه نبيك بوجهه فاجعلها أحسن عينيه وأحدهما نظراً‏"‏‏.‏ فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظراً‏.‏

رواه الطبراني وأبو يعلى ولفظه‏:‏ عن قتادة بن النعمان أنه أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته على وجنته، فأرادوا أن يقطعوها، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏لا‏"‏‏.‏ فدعا به فغمز حدقته براحته، فكان لا يدري أي عينيه أصيبت‏.‏

وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم، وفي إسناد أبي يعلى يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف‏.‏

14099- وعن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد عن جده قال‏:‏ أصيبت عين أبي ذر يوم أحد فبزق فيها النبي صلى الله عليه وسلم فكانت أصح عينيه‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف‏.‏

14100- وعن رجل من سلامان بن سعيد عن أمه أن خالها ‏[‏حبيب بن‏]‏ فريك حدثها أن أباها خرج به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه مبيضتان لا يبصر بهما شيئاً فسأله ما أصابه قال‏:‏ كنت أمري جمالي فوقعت رجلي على بيض حية فأصبت ببصري، فنفث رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه فأبصر، فرأيته يدخل الخيط في الإبرة وإنه لابن ثمانين سنة وإن عينيه لمبيضتان‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏ وقد تقدم حديث رفاعة في غزوة بدر من طريق البزار والطبراني في الأوسط‏.‏

 باب شفاء السلعة

14101- عن محمد بن عقبة بن شرحبيل عن جده عبد الرحمن عن أبيه قال‏:‏ أتيت رسول صلى الله عليه وسلم وبكفي سلعة فقلت‏:‏ يا نبي الله هذه السلعة قد أورمتني تحول بيني وبين قائم السيف أن أقبض عليه وعن عنان الدابة‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ادن مني‏"‏‏.‏ فدنوت منه ثم قال‏:‏ ‏"‏افتح يدك‏"‏‏.‏ ففتحتها ثم قال‏:‏ ‏"‏اقبضها‏"‏‏.‏ فقبضتها قال‏:‏ ‏"‏ادن

مني‏"‏‏.‏ فدنوت، فنفث في كفي ثم وضع يده على السلعة فما زال يطحنها حتى رفع عنها وما أرى أثرها‏.‏

رواه الطبراني‏.‏ ومخلد ومن فوقه لم أعرفهم، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

 باب شفاء الجرح

14102- عن عبد الله بن أنيس قال‏:‏ ضرب المستنير بن رزام اليهودي وجهي بمخرش ‏(‏عصا معوجة‏)‏ من

شوحط ‏(‏نوع من الشجر‏)‏ فشجني منقلة ‏(‏ما تنقل العظم عن موضعه‏)‏ أو مأمومة ‏(‏التي تبلغ أم الرأس‏)‏ فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم فكشف عنها ونفث فيها فما أذاني منها شيئاً‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف‏.‏

 باب تسبيح الحصى

14103- عن سويد بن زيد قال‏:‏ رأيت أبا ذر جالساً وحده في المسجد، فاغتنمت ذلك فجلست إليه فذكرت له عثمان فقال‏:‏ لا أقول لعثمان أبداً إلا خيراً، لشيء رأيته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت أتبع خلوات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتعلم منه، فذهبت يوماً فإذا هو قد خرج فاتبعته، فجلس في موضع فجلست عنده، فقال‏:‏ ‏"‏يا أبا ذر ما جاء بك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ الله ورسوله‏.‏ قال‏:‏ فجاء أبو بكر فسلم وجلس عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم فقال له‏:‏ ‏"‏ما جاء بك يا أبا بكر‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ الله ورسوله‏.‏ قال‏:‏ فجاء عمر فجلس عم يمين أبي بكر فقال‏:‏ ‏"‏يا عمر ما جاء بك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ الله ورسوله‏.‏

ثم جاء عثمان فجلس عن يمين عمر فقال‏:‏ ‏"‏يا عثمان ما جاء بك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ الله ورسوله‏.‏ قال‏:‏ فتناول النبي صلى الله عليه وسلم سبع حصيات أو تسع حصيات، فسبحن في يده حتى سمعت لهن حنيناً كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن ثم وضعهن في يد أبي بكر فسبحن في يده، حتى سمعت لهن حنيناً كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن فوضعهن في يد عثمان فسبحن في يده حتى سمعت لهن حنيناً كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن‏.‏

رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما ثقات، وفي بعضهم ضعف‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدم في الخلافة له طريق عن أبي ذر أيضاً وقال الزهري فيها‏:‏ يعني الخلافة‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وزاد في إحدى طريقيه‏:‏ ويسمع تسبيحهن من في الحلقة في كل واحد، وقال‏:‏ ثم دفعهن إلينا فلم يسبحن مع أحد منا‏.‏

 باب معجزاته صلى الله عليه وسلم في الماء ونبعه من بين أصابعه

14104- عن ابن عباس قال‏:‏ أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال‏:‏ ‏"‏ما من ماء‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ لا فقال‏:‏ ‏"‏هل من شن‏؟‏‏"‏‏.‏ فجاؤوا بشن فوضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع يده عليه، ثم فرق أصابعه، فنبع الماء مثل عصا موسى من أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ ‏"‏يا بلال اهتف بالناس بالوضوء‏"‏‏.‏ فأقبلوا يتوضئون من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت همة ابن مسعود الشرب فلما توضؤوا صلى بهم الصبح، ثم قعد للناس فقال‏:‏ ‏"‏يا أيها الناس من أعجب إيماناً‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ الملائكة‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏وكيف لا تؤمن الملائكة وهم يعاينون الأمر‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ فالنبيون يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏وكيف لا يؤمن النبيون والوحي ينزل عليهم من السماء‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ فأصحابك يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏وكيف لا يؤمن أصحابي وهم يرون ما يرون، ولكن أعجب الناس إيماناً قوم يجيئون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني، ويصدقوني ولم يروني، أولئك إخواني‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار والبزار باختصار وأحمد إلا أنه قال‏:‏ فانفجر من بين أصابعه عيون‏.‏ وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط‏.‏

14105- وعن البراء بن عازب قال‏:‏ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فأتينا على ركية ذمة - أي قليلة الماء - قال‏:‏ فنزل فيها ستة أنا سادسهم ماحة ‏(‏جافة‏)‏‏.‏ قال‏:‏ فأُدليت إلينا دلو‏.‏ قال‏:‏ ورسول الله صلى الله عليه وسلم على شفة الركي‏.‏ قال‏:‏ فجعلنا فيها نصفها أو قريب ثلثيها فرفعت إلى رسول الله قال البراء‏:‏ فكدت بإنائي هل أجد شيئاً أجعله في حلقي فما وجدت، فرفعت الدلو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغمس يده فيها فقال ما شاء الله أن يقول، فأعيدت إلينا الدلو بما فيها‏.‏ قال‏:‏ فقد رأيت آخرنا أُخرج بقوة خشية الغرق‏.‏ قال‏:‏ ثم ساحت - يعني جرت نهراً - ‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح باختصار كثير في غزوة الحديبية‏.‏

رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح‏.‏

14106- وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جهز جيشاً إلى المشركين فيهم أبو بكر وعمر - أمرهما - والناس كلهم قال لهم‏:‏ ‏"‏أجدوا السير، فإن بينكم وبين المشركين ماء إن سبق المشركون إلى ذلك الماء شق على الناس وعطشتم عطشاً شديداً أنتم ودوابكم وركابكم‏"‏‏.‏ وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمانية هو تاسعهم، فقال لأصحابه‏:‏ ‏"‏هل لكم أن نعرس قليلاً ثم نلحق بالناس‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ نعم يا رسول الله، فعرّسوا فما أيقظهم إلا حر الشمس‏.‏ فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال لهم‏:‏ ‏"‏قوموا واقضوا حاجتكم‏"‏‏.‏ ففعلوا ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏هل مع أحد منكم ماء‏؟‏‏"‏‏.‏ قال رجل منهم‏:‏ يا رسول الله ميضأة فيها شيء من ماء‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏جئ بها‏"‏‏.‏ فجاء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسحها بكفيه ودعا بالبركة ثم قال لأصحابه‏:‏ ‏"‏تعالوا فتوضؤوا‏"‏‏.‏ فجاؤوا فجعل يصب عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توضؤوا، وأذن رجل منهم وأقام‏.‏ قال‏:‏ فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال لصاحب الميضأة‏:‏ ‏"‏ازدهر بميضأتك فسيكون لها نبأ‏"‏‏.‏ فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏[‏وأصحابه‏]‏ قبل الناس، فقال لأصحابه‏:‏ ‏"‏ما ترون الناس فعلوا‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏إن فيهم أبا بكر وعمر وسيرشدان الناس‏"‏‏.‏ فقدم الناس وقد سبق المشركون إلى ذلك الماء ‏[‏فشق على الناس‏]‏ وعطشوا عطشاً شديداً، وركابهم ودوابهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أين صاحب الميضأة‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ها هو ذا يا رسول الله‏.‏ ‏[‏قال‏:‏ ‏"‏جئ بميضأتك‏"‏‏.‏‏]‏ فجاء بها وفيها شيء من ماء فقال لهم‏:‏ ‏"‏تعالوا فاشربوا‏"‏‏.‏

فجعل يصب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شربوا كلهم وسقوا دوابهم وركابهم وملؤوا كل إداوة وقربة ومزادة، ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المشركين‏.‏ فبعث الله ريحاً فضربت وجوه المشركين وأنزل الله تبارك وتعالى نصره، وأمكن من أدبارهم، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وأسروا أسرى كثيرة، واستاقوا غنائم كثيرة ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وافرين صالحين‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه سعيد بن سليم الضبي وثقه ابن حبان وقال‏:‏ يخطئ، وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

14107- وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال‏:‏ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فأصابنا عطش شديد، فشكونا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏هل فضل ماء في إداوة‏؟‏‏"‏‏.‏ فأتاه رجل بفضلة ماء في إداوة، فحفر النبي صلى الله عليه وسلم في الأرض حفرة ووضع عليها نطعاً ووضع كفه على الأرض، ثم قال لصاحب الإداوة‏:‏ ‏"‏صب الماء على كفي وأذكر اسم الله‏"‏‏.‏ ففعل‏.‏

قال أبو ليلى‏:‏ رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى روي القوم وسقوا ركابهم‏.‏

وفي إسناده‏:‏ خالد بن نافع الأشعري ضعفه أبو زرعة وأبو داود والنسائي وقال أبو حاتم‏:‏ ليس بقوي، يكتب حديثه وقد روى عنه أحمد بن حسر وقد اشتهر أن شيوخه كلهم ثقات عنده‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدم حديث زياد بن الحارث الصدائي وحديث حبان بن بح الصدائي في كراهية الإمارة‏.‏

14108- وعن أبي رجاء قال‏:‏ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل حائطاً لبعض

الأنصار، فإذا هو يسنو ‏(‏يستقي‏)‏ فيه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما تجعل لي إن أرويت حائطك هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ إني أجهد أن أرويه فلا أطيق ذلك‏.‏ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏تجعل لي مائة تمرة أختارها من تمرك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الغرب فما لبث أن أرواه حتى قال الرجل‏:‏ غرقت علي حائطي‏.‏ فاختار رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة تمرة‏.‏ قال‏:‏ فأكل هو وأصحابه حتى شبعوا ثم رد عليه مائة تمرة كما أخذها منه‏.‏

رواه الطبراني ورجاله وثقوا وقد ذكر لأبي عمران ترجمة‏.‏

 بابان في بركة الطعام ونحوه

 باب معجزته صلى الله عليه وسلم في الطعام وبركته فيه

14109- عن علي قال‏:‏ جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو قال‏:‏ دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم - من بني عبد المطلب، فيهم رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق قال‏:‏ فصنع لهم مداً من طعام فأكلوا حتى شبعوا، وبقي الطعام ‏[‏كما هو‏]‏ كأنه لم يمس، ثم دعا بغمر فشربوا حتى شبعوا، وبقي الشراب كأنه لم يمس أولم يشرب، فقال‏:‏ ‏"‏يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس بعامة، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فلم يقم إليه أحد‏.‏ قال‏:‏ فقمت إليه وكنت أصغر القوم‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏اجلس‏"‏‏.‏ ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه، فيقول لي‏:‏ ‏"‏اجلس‏"‏ حتى إذا كان في الثالثة ضرب بيده على يدي‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

14110- وعن علي قال‏:‏ لما نزلت‏:‏ ‏{‏وأنذر عشيرتك الأقربين‏}‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام، واجمع لي بني هاشم‏"‏‏.‏ وهم يومئذ أربعون رجلاً أو أربعون غير رجل‏.‏ قال‏:‏ فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطعام، فوضعه بينهم، فأكلوا حتى شبعوا، وإن منهم لمن يأكل الجذعة بإدامها، ثم تناول القدح فشربوا منه حتى رووا - يعني من اللبن - فقال بعضهم‏:‏ ما رأينا كالسحر يرون أنه أبو لهب الذي قاله‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام وأعدد قعباً من لبن‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ففعلت، فأكلوا كما أكلوا في اليوم الأول، وشربوا كما شربوا في المرة الأولى، وفضل كما فضل في المرة الأولى، فقال‏:‏ ما رأينا كاليوم في السحر‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام وأعدد قعباً من لبن‏"‏‏.‏ ففعلت‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏يا علي اجمع لي بني هاشم‏"‏‏.‏ فجمعتهم فأكلوا وشربوا فبدرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏أيكم يقضي عني ديني‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فسكت، وسكت القوم، فأعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنطق فقلت‏:‏ أنا يا رسول الله‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏أنت يا علي أنت يا علي‏"‏‏.‏

رواه البزار واللفظ له وأحمد باختصار والطبراني في الأوسط باختصار أيضاً ورجال أحمد وإسنادي البزار رجال الصحيح غير شريك وهو ثقة‏.‏

14111- وعن أبي أيوب قال‏:‏ صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر طعاماً قدر ما يكفيهما، فأتيتهما به، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اذهب فادع لي ثلاثين من أشراف الأنصار‏"‏‏.‏ فشق علي ذلك وقلت‏:‏ ما عندي شيء أزيده‏.‏ فكأني تغفلت فقال‏:‏ ‏"‏اذهب فائتني بثلاثين من أشراف

الأنصار‏"‏‏.‏ فدعوتهم فجاءوا فقال‏:‏ ‏"‏اطعموا‏"‏‏.‏ فأكلوا حتى صدروا، ثم شهدوا أنه رسول الله، ثم بايعوه قبل أن يخرجوا‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏اذهب فادع لي ستين من أشراف الأنصار‏"‏‏.‏ قال أبو أيوب‏:‏ والله لأنا بالستين أجود مني بالثلاثين‏.‏ قال‏:‏ فدعوتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏توقفوا‏"‏‏.‏ فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بايعوه قبل أن يخرجوا‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏اذهب فادع لي تسعين من الأنصار‏"‏‏.‏ فلأنا أجود بالتسعين والستين مني بالثلاثين‏.‏ قال‏:‏ فدعوتهم فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بايعوه قبل أن يخرجوا‏.‏ فأكل من طعامي ذلك مائة وثمانون رجلاً كلهم من الأنصار‏.‏

رواه الطبراني وفي إسناده من لم أعرفه‏.‏

14112- وعن أبي حبيش الغفاري أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تهامة حتى إذا كنا بعسفان جاءه الصحابة فقالوا‏:‏ يا رسول الله، جهدنا الجوع فائذن لنا في الظهر نأكله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ فأُخبر بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا نبي الله ماذا صنعت‏؟‏ أمرتَ الناس أن ينحروا الظهر فعلى ما يركبون‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏فما ترى يا ابن الخطاب‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أرى أن تأمرهم أن يأتوا بفضل أزوادهم فتجمعه في ثوب، ثم تدعو الله لهم‏.‏ فأمرهم فجعلوا فضل أزوادهم في ثوب ثم دعا لهم‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏ائتوا بأوعيتكم‏"‏‏.‏ فملأ كل إنسان منهم وعاءه‏.‏ ثم أمر بالرحيل، فلما جاوز مطروا فنزلوا، فنزل ونزلوا معه، فشرب من ماء السماء، فجاء ثلاثة نفر فجلس اثنان مع النبي صلى الله عليه وسلم وذهب الآخر معرضاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ألا أخبركم عن النفر الثلاثة‏!‏ أما واحد فاستحيا من الله فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأقبل تائبا فتاب الله عليه وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الأوسط وزاد فقال‏:‏ ‏"‏ما ترى يا ابن الخطاب‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أرى أن تأمرهم وأنت أفضل رأياً‏.‏

وزاد أيضاً‏:‏ ونزل النبي صلى الله عليه وسلم ونزلوا معه، وشربوا من الماء هم والكراع، ثم خطبهم في ثلاثة نفر‏.‏ فذكر الحديث ورجاله ثقات‏.‏

14113- وعن عمر بن الخطاب قال‏:‏ كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فقلنا‏:‏ يا رسول الله إن العدو قد حضر وهم شباع والناس جياع فقالت الأنصار‏:‏ ألا ننحر نواضحنا فنطعمها الناس‏؟‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من كان عنده فضل طعام فليجئ به‏"‏‏.‏ فجعل الرجل يجيء بالمد والصاع وأكثر وأقل، فكان جميع ما في الجيش بضعة وعشرين صاعاً، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنبه ودعا بالبركة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏خذوا ولا تنتهبوا‏"‏‏.‏ فجعل الرجل يأخذ في جرابه وفي غرارته، وأخذوا في أوعيتهم، حتى إن الرجل ليربط كمّ قميصه فيملأه، ففرغوا والطعام كما هو، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يأتي بها عبد محق إلا وقاه الله حر النار‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى في الصغير والكبير وفيه عاصم بن عبيد الله العمري وثقه العجلي وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدم حديث أبي عمرة في الإيمان في أول باب‏.‏

14114- وعن النعمان بن مقرن قال‏:‏ قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أربعمائة من مزينة، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمره فقال بعض القوم‏:‏ يا رسول الله ما لنا طعام نتزوده‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر‏:‏ ‏"‏زودهم‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ ما عندي إلا فاضلة من تمر، وما أراه يغني عنهم شيئاً‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏انطلق فزودهم‏"‏‏.‏ فانطلق بنا إلى علية، فإذا فيها تمر مثل البكر الأورق‏.‏ فقال‏:‏ خذوا، فأخذ

القوم حاجتهم، قال‏:‏ وكنت من آخر القوم، قال‏:‏ فالتفتُّ وما أفقد موضع تمرة وقد احتمل منه أربعمائة رجل‏.‏

رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

14115- وعن دكين بن سعيد الخثعمي قال‏:‏ أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أربعون وأربعمائة نسأله الطعام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر‏:‏ ‏"‏قم فأعطهم‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ يا رسول الله ما عندي إلا ما يقيظني والصبية - قال وكيع‏:‏ القيظ في كلام العرب أربعة أشهر - قال‏:‏ ‏"‏قم فأعطهم‏"‏‏.‏ قال عمر‏:‏ يا رسول الله، سمع وطاعة‏.‏ قال‏:‏ فقام عمر وقمنا معه فصعد بنا إلى غرفة له فأخرج المفتاح من حجرته ففتح الباب‏.‏ قال دكين‏:‏ فإذا في الغرفة من التمر شبيه بالفصيل الرابض‏.‏ قال‏:‏ شأنكم‏.‏ قال‏:‏ فأخذ كل رجل منا حاجته ما شاء‏.‏ قال‏:‏ فالتفتُّ وإني لمن آخرهم فكأنا لم نرزأ منه تمرة‏.‏

قلت‏:‏ روى أبو داود منه طرفاً‏.‏

رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح‏.‏

14116- وعن واثلة بن الأسقع قال‏:‏ كنت في أهل الصفة فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بقرص فكسره في القصعة، وصنع فيها ماء سخناً، ثم صنع فيها ودكاً ثم سفسفها، ثم لبقها ثم

صنعها ثم قال‏:‏ ‏"‏اذهب فائتني بعشرة أنت عاشرهم‏"‏‏.‏ فجئت بهم فقال‏:‏ ‏"‏كلوا وكلوا من أسفلها ولا تأكلوا من أعلاها فإن البركة تنزل في أعلاها‏"‏‏.‏ فأكلوا منها حتى شبعوا‏.‏

قلت‏:‏ عند ابن ماجة طرف من أخره‏.‏

رواه أحمد ورجاله موثقون‏.‏

14117- وعن واثلة بن الأسقع أيضاً قال‏:‏ كنت من أصحاب الصفة فشكا أصحابي الجوع فقالوا‏:‏ يا واثلة اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستطعم لنا‏.‏ فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ يا رسول الله إن أصحابي شكوا الجوع‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة‏:‏ ‏"‏هل عندك من شيء‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ يا رسول الله ما عندي إلا فتات خبز‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فائتيني به‏"‏‏.‏ فجاءت بجراب، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحفة فأفرغ الخبز في الصحفة ثم جعل يصلح الثريد بيده وهو يربو حتى امتلأت الصحفة، فقال‏:‏ ‏"‏يا واثلة اذهب فجئ بعشرة من أصحابي وأنت عاشرهم‏"‏‏.‏ فذهبت فجئت بعشرة من أصحابي وأنا عاشرهم، فقال‏:‏ ‏"‏اجلسوا وخذوا باسم الله، خذوا من حواليها ولا تأخذوا من أعلاها فإن البركة تنزل من أعلاها‏"‏‏.‏ فأكلوا حتى شبعوا، ثم قاموا وفي الصحفة مثل ما كان فيها، ثم جعل يصلحها بيده وهي تربو حتى امتلأت‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏يا واثلة اذهب فجئ بعشرة من أصحابك‏"‏‏.‏ فجئت بعشرة فقال‏:‏ ‏"‏اجلسوا‏"‏ فجلسوا فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا فقال‏:‏ ‏"‏اذهب فجئ بعشرة من أصحابك‏"‏‏.‏ فذهبت فجئت بعشرة ففعلوا مثل ذلك‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏هل بقي من أحد‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ نعم عشر‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏اذهب فجئ بهم‏"‏‏.‏ فذهب فجئت بهم فقال‏:‏ ‏"‏اجلسوا‏"‏‏.‏ فجلسوا فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا وبقي في الصحفة مثل ما كان، ثم قال‏:‏ ‏"‏يا واثلة اذهب بهذا إلى عائشة‏"‏‏.‏ رضي الله عنها‏.‏

14118- وفي رواية‏:‏ كنت في الصفة وهم عشرون رجلاً‏.‏ فذكر نحوه إلا أنه قال‏:‏ قالوا‏:‏ ها هنا كسرة وشيء من لبن‏.‏

رواه كله الطبراني بإسنادين وإسناده حسن‏.‏

14119- وعن أبي طلحة قال‏:‏ دخلت المسجد فعرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع، فخرجت حتى أتيت أم سليم - وهي أم أنس بن مالك - كانت تحت مالك بن أبي أنس فقلت‏:‏ يا أم سليم، إني عرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع فهل عندك من شيء‏؟‏ فقالت‏:‏ عندي شيء، وأشارت بكفها‏.‏ فقلت لها‏:‏ اصنعي وانعمي‏.‏ فأرسلت أنساً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ سارِّه في أذنه وادعه‏.‏ فلما أقبل أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏‏"‏هذا رجل قد جاء بخير‏"‏‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏‏]‏ ‏"‏أرسلك أبوك يدعونا يا بني‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه‏:‏ ‏"‏اذهبوا باسم الله‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فأدبر أنس يشتد حتى أتى أبا طلحة فقال‏:‏ هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أتاك في الناس‏.‏ قال‏:‏ فخرجت حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الباب على مستراح الدرجة فقلت‏:‏ يا رسول الله ماذا صنعت بنا‏؟‏ إنما عرف في وجهك الجوع فصنعنا لك شيئاً تأكله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ادخل وأبشر‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعها في الصحفة بيده، ثم أصلحها فقال‏:‏ ‏"‏هل من‏؟‏‏"‏‏.‏ كأنه يعني الأدم، قال‏:‏ فأتوه بعكتهم فيها شيء، أو ليس فيها شيء‏.‏

فقال بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، فأسكب منها السمن ثم قال‏:‏ ‏"‏أدخل علي عشرة عشرة‏"‏‏.‏ فأكلوا كلهم فشبعوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للفضل الذي فضل‏:‏ ‏"‏كلوا أنتم وعيالكم‏"‏‏.‏ فأكلوا وشبعوا‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني وزاد‏:‏ وهم زهاء مائة‏.‏ ورجالهما رجال الصحيح‏.‏

14120- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فوجدته جالساً مع أصحابه يحدثهم وقد عصب بطنه على حجر، فقلت لبعض أصحابه‏:‏ لم عصب رسول الله صلى الله عليه وسلم بطنه‏؟‏ فقال‏:‏ من الجوع‏.‏ فذهبت إلى أبي طلحة - وهو زوج أم سليم بنت ملحان - فقلت‏:‏ يا أبتاه قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عصب بطنه بعصابة فسأله بعض أصحابه فقال‏:‏ ‏"‏من الجوع‏"‏‏.‏

فدخل أبو طلحة على أمي فقال‏:‏ هل من شيء‏؟‏ فقالت‏:‏ عندي كسر من خبز وتمرات، فإن جاءنا النبي صلى الله عليه وسلم أشبعناه، وإن جاء معه أحد قل عنهم‏.‏ فقال أبو طلحة‏:‏ اذهب يا أنس فقم قريباً من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قام فدعه حتى يتفرق ومن تبعه، حتى إذا قام على عتبة بابه فقل‏:‏ أبي يدعوك، ففعلت ذلك، فلما قلت‏:‏ أبي يدعوك، قال لأصحابه‏:‏ ‏"‏يا هؤلاء تعالوا‏"‏‏.‏ ثم أخذ بيدي فشدها وأقبل بأصحابه حتى دنوا من بيتنا، أرسل يدي فدخلت وأنا حزين لكثرة من جاء معه فقلت‏:‏ يا أبتاه قد قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قلت لي فدعا أصحابه فقد جاءك بهم‏.‏ فخرج أبو طلحة إليهم فقال‏:‏ يا رسول الله إنما أرسلت أنساً يدعوك وحدك ولم يكن عندي ما يشبع من أرى‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ادخل فإن الله عز وجل سيشبعهم بما عندك‏"‏‏.‏ فدخل معي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏اجمعوا ما عندكم ثم قربوه‏"‏‏.‏ وجلس من كان معه بالسدة، وقربت ما كان عندنا من خبز وتمر فجعلناه على

حصيرنا، فدعا فيه بالبركة ثم قال‏:‏ ‏"‏أدخل علي ثمانية‏"‏‏.‏ فأدخلت عليه ثمانية، وجعل كفه فوق الطعام فقال‏:‏ ‏"‏كلوا وسموا الله‏"‏‏.‏ فأكلوا من بين أصابعه حتى شبعوا، ثم أمرني فأدخلت ثمانية فما زال ذلك حتى دخل عليه ثمانون رجلاً، كلهم يأكل حتى يشبع، ثم دعاني ودعا أمي وأبا طلحة فقال‏:‏ ‏"‏كلوا‏"‏‏.‏ فأكلنا حتى شبعنا، ثم رفع يده فقال‏:‏ ‏"‏يا أم سليم أين هذا من طعامك حين قدمتيه‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ بأبي وأمي لولا أني رأيتهم يأكلون لقلت‏:‏ ما نقص من طعامنا شيء‏.‏

قلت‏:‏ لأنس حديث في الصحيح بغير سياقه‏.‏

رواه الطبراني وفيه أسامة بن زيد بن أسلم وهو ضعيف‏.‏

14121- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ أتى أبو طلحة أم سليم أم أنس بن مالك وأبو طلحة رابه فقال‏:‏ عندك يا أم سليم شيء‏؟‏ فإني مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرئ أصحاب الصفة سورة النساء وقد ربط على بطنه حجراً من الجوع‏!‏ فقالت‏:‏ عندي شيء من شعير فطحنته‏.‏

قلت‏:‏ فذكر الحديث إلى أن قال‏:‏

فانطلقوا يومئذ وهم ثمانون رجلاً فأمسك بيدي فلما دنوت من الدار نزعت يدي من يده، فجعل أبو طلحة يطلبني في الدار ويرميني بالحجارة ويقول‏:‏ فضحتني عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إنه خرج إليه فأخبره الخبر فأمرهم فجلسوا ثم دخل، فأتيناه

بالقرص فقال‏:‏ ‏"‏هل من أدم‏؟‏‏"‏‏.‏ فقالت أم سليم‏:‏ يا رسول الله قد كان عندنا نحيٌ قد عصرته أنا وأبو طلحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏هلموا فإن عصر الثلاثة أبلغ من عصر الاثنين‏"‏‏.‏ فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فعصره رسول الله صلى الله عليه وسلم معهما بيده ثم دعا فيه بالبركة ثم قال‏:‏ ‏"‏ادعوا لي عشرة‏"‏‏.‏ فأكلوا حتى تجشؤوا شبعاً‏.‏ فذكر الحديث وهو في الصحيح بغير هذا السياق‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن‏.‏

14122- وعن جابر بن عبد الله قال‏:‏ صنعت أمي طعاماً وقالت‏:‏ اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فادعه‏.‏ فجئت النبي صلى الله عليه وسلم فساررته فقلت‏:‏ إن أمي قد صنعت شيئاً‏.‏ فقال لأصحابه‏:‏ ‏"‏قوموا‏"‏‏.‏ فقام معه خمسون رجلاً، فجلس على الباب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أدخل عشرة عشرة‏"‏‏.‏ فأكلوا حتى شبعوا وفضل نحو ما كان‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا‏.‏

14123- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اجمع لي أصحابك‏"‏‏.‏ فجعلت أتبعهم في المسجد رجلاً رجلاً أوقظهم، فأتينا باب النبي صلى الله عليه وسلم فدخلنا، فوضعت بين أيدينا صحفة صنيع قدر مدي شعير، فقال لنا‏:‏ ‏"‏كلوا بسم الله‏"‏‏.‏ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعت الصحفة‏:‏ ‏"‏والذي نفس محمد بيده ما في آل محمد شيء غير ما ترونه‏"‏‏.‏ فأكلنا حتى شبعنا وفيها منه بقية، وكنا ما بين السبعين إلى الثمانين‏.‏

فقلت لأبي هريرة‏:‏ مثل أيش كانت حين فرغتم منها‏؟‏ فقال‏:‏ مثلها حين وضعت إلا أن فيها أثر الأصابع‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات‏.‏

14124- وعن أبي هريرة قال‏:‏ أخطأني العشاء ذات ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم وأخطاني أن يدعوني أحد من أصحابنا، فصليت العشاء ثم أردت أن أنام فلم أقدر، ثم أردت أن أصلي فلم أقدر، فإذا رجل عند حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فصلى ثم استند إلى السارية التي كان يصلي إليها فقال‏:‏ ‏"‏من هذا أبو هريرة‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أخطاك العشاء معنا الليلة‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏انطلق إلى المنزل فقل‏:‏ هلموا الطعام الذي عندكم‏"‏‏.‏ فأعطوني صحفة فيها عصيدة بتمر، فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم فوضعتها بين يديه فقال‏:‏ ‏"‏ادع أهل المسجد‏"‏‏.‏ فقلت في نفسي‏:‏ الويل لي مما أرى من قلة الطعام، والويل لي من المعصية، فآتي الرجل وهو نائم فأوقظه وأقول‏:‏ أجب، وآتي الرجل وهو يصلي فأقول‏:‏ أجب حتى اجتمعوا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فوضع أصابعه فيها وغمز نواحيها وقال‏:‏ ‏"‏كلوا بسم الله‏"‏‏.‏ فأكلوا حتى شبعوا، وأكلت حتى شبعت، قال‏:‏ ‏"‏خذها يا أبا هريرة فارددها إلى آل محمد، فما في آل محمد طعام يأكله ذو كبد غير هذه أهداها إلينا رجل من الأنصار‏"‏‏.‏ فأخذت الصحفة فرفعتها فإذا هي كهيئتها حين وضعتها إلا أن فيها آثار أصابع النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات‏.‏

14125- وعن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت‏:‏ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم فقال‏:‏ ‏"‏أعندك شيء يا بنت حيي فإني جايع‏؟‏‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ لا والله يا رسول الله إلا مدين من طحين‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فاسختيه‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ فجعلته في القدر وأنضجته فقلت‏:‏ قد نضج يا رسول الله‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏أتعلمين في نحي بنت أبي بكر شيئاً‏؟‏‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ ما أدري يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ فذهب هو بنفسه حتى أتى بيتها فقال‏:‏ ‏"‏في نحيك يا بنت أبي بكر شيء‏؟‏‏"‏‏.‏ فقالت‏:‏ ليس فيه شيء إلا قليل، فجاء به هو بنفسه فعصر حافتيه في القدر حتى رأيت الذي يخرج فوضع يده فقال‏:‏ ‏"‏بسم الله ادعي أخواتك فإني أعلم أنهن يجدن مثل ما أجد‏"‏‏.‏ فدعوتهن فأكلنا حتى شبعنا ثم جاء أبو بكر فدخل، ثم جاء عمر فدخل ثم جاء رجل‏.‏

قالت‏:‏ فأكلوا حتى شبعوا وفضل عنهم‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه حديج بن معاوية وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

14126- وعن أم أنس بن مالك قالت‏:‏ كانت لنا شاة فجمعت من سمنها في عكة فملأت العكة، ثم بعثت بها مع ربيبة فقلت‏:‏ يا ربيبة أبلغي هذه العكة رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتدم بها‏.‏ فانطلقت ربيبة حتى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ يا رسول الله عكة سمن بعثت بها إليك أم سليم‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏فرغوا لها عكتها‏"‏‏.‏ ففرغت العكة، فدفعت إليها، فانطلقت فجاءت أم سليم فرأت العكة ممتلئة تقطر، فقالت أم سليم‏:‏ يا ربيبة أليس قد أمرتك أن تنطلقي ‏[‏بها‏]‏ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قالت‏:‏ قد فعلت فإن لم تصدقيني فانطلقي فسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فانطلقت أم سليم ومعها ربيبة فقالت‏:‏ يا رسول الله إني بعثت إليك معها بعكة فيها سمن‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏قد فعلت قد جاءت بها‏"‏‏.‏ فقالت‏:‏ والذي بعثك بالهدى ودين الحق إنها لممتلئة تقطر سمناً‏.‏ قال‏:‏ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أتعجبين إن كان الله أطعمك كما أطعمت نبيه‏؟‏ كلي وأطعمي‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ فجئت البيت فقسمت في قعب لنا كذا وكذا، وتركت فيها ما ائتدمنا به شهراً أو شهرين‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني إلا أنه قال‏:‏ زينب بدل ربيبة‏.‏ وفي إسنادهما محمد بن زياد الترجمي وهو اليشكري وهو كذاب‏.‏

14127- وعن أم مالك الأنصارية أنها جاءت بعكة سمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالاً فعصرها، ثم دفعها إليها فرجعت فإذا هي ممتلئة، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ نزل فيّ شيء يا رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏وما ذلك يا أم مالك‏؟‏‏"‏‏.‏ فقالت‏:‏ لم رددت هديتي‏؟‏ فدعا بلالاً فسأله عن ذلك فقال‏:‏ والذي بعثك بالحق لقد عصرتها حتى استحييت‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏هنيئاً لك يا أم مالك، عجل الله ثوابها‏"‏‏.‏ ثم علمها في دبر كل صلاة سبحان الله عشراً والحمد لله عشراً والله أكبر عشراً‏.‏

رواه الطبراني وفيه راو لم يسم، وعطاء بن السائب اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

14128- وعن أم أوس البهزية أنها ملأت سمناً لها فجعلته في عكة، ثم أهدته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبله وأخذ ما فيها، ودعا لها بالبركة فردوها إليها وهي مملوءة سمناً، فظنت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقبلها، فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولها صراخ فقال‏:‏ ‏"‏أخبروها بالقصة‏"‏‏.‏ فأكلت منه بقية عمر النبي صلى الله عليه وسلم وولاية أبي بكر وولاية عمر وولاية عثمان حتى كان بين علي ومعاوية ما كان‏.‏

رواه الطبراني وفيه عصمة بن سليمان ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا‏.‏

14129- وعن حمزة بن عمرو قال‏:‏ كان طعام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يدور على يدي أصحابه هذا ليلة وهذا ليلة‏.‏ قال‏:‏ فدار عليَّ ليلة فصنعت طعام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركت النحي، ولم أوكه، وذهبت بالطعام إليه، فتحرك فأهريق ما فيه، فقلت‏:‏ أعلى يدي أهريق طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ادنه‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ لا أستطيع يا رسول الله، فرجعت مكاني فإذا النحي يقول‏:‏ قب قب فقلت‏:‏ مه قد أهريق فضلة فضلت فيه، فجئت

أنظره فوجدته قد ملئ إلى ثدييه، فأخذته فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال‏:‏ ‏"‏إنك لو تركته لملئ إلى فيه ثم أوكي‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وقد تقدمت له طريق في غزوة تبوك وفيها‏:‏ ‏"‏لو تركته لسال وادياً سمناً‏"‏‏.‏

ورجال الطريق التي هنا وثقوا‏.‏

14130- وعن مسعود بن خالد قال‏:‏ بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة ثم ذهبت في حاجة، فرد إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم شطرها‏.‏ فرجعت إلى أم خناس زوجته فإذا عندها لحم فقلت‏:‏ يا أم خناس ما هذا اللحم‏؟‏ قالت‏:‏ رده إلينا خليلك صلى الله عليه وسلم من الشاة التي بعثت بها إليه‏.‏ قال‏:‏ ما لك لا تطعميه عيالك‏؟‏ قالت‏:‏ هذا سؤرهم وكلهم قد أطعمت، وكانوا يذبحون الشاتين والثلاثة ولا تجزئ عنهم‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

14131- وعن جابر أن رجلاً من الأنصار جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ضيفاً، فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصف وسق من شعير فأكلوا منه حيناً، ثم أخذه يوماً فكاله لينظر كم بقي‏؟‏ فلم يلبث أن فني فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال‏:‏ ‏"‏كلتموه‏؟‏ أما إنك لو لم تكله لبقي كذا وكذا‏"‏‏.‏ أو قال‏:‏ ‏"‏عمركم‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه محمد بن أبي ليلى وهو ثقة وفيه ضعف‏.‏

14132- وعن أبي هريرة قال‏:‏ جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسأله عن شيء، فدخل يطلب له فأصاب لقمة في بعض حجره فأخرجها ففتها أجزاء، ثم وضع يده عليها ثم قال‏:‏ ‏"‏كل يا أعرابي‏"‏‏.‏ فأكل الأعرابي وفضلت منه فضلة، فجعل الأعرابي يرفع رأسه وينظر إليه ويقول‏:‏ إنك

لرجل صالح‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أسلم‏"‏‏.‏ فجعل يأبى الإسلام ويقول‏:‏ إنك لرجل صالح‏.‏

رواه البزار وفيه السري بن عاصم وهو كذاب‏.‏

 باب قوله صلى الله عليه وسلم ناولني الذراع

14133- عن أبي رافع قال‏:‏ صنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مصلية فأتى بها فقال‏:‏

‏"‏يا أبا رافع ناولني الذراع‏"‏ فناولته‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏يا أبا رافع ناولني الذراع‏"‏ فناولته‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏يا أبا رافع ناولني الذراع‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله هل للشاة إلا ذراعان‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏لو سكت لناولتني منها ذراعاً ما دعوت به‏"‏‏.‏ قال‏:‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الذراع‏.‏

14134- وفي رواية‏:‏ أهديت له شاة فجعلها في القدر، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏ما هذا يا أبا رافع‏؟‏‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ شاة أهديت لنا يا رسول الله نطبخها في القدر‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ناولني الذراع‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني من طرق وقال في بعضها‏:‏ أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أصلي له شاة فصليتها‏.‏ ورواه في الأوسط باختصار وأحد إسنادي أحمد حسن‏.‏

14135- وعن سلمى امرأة أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى أبي رافع

بشاة وذلك يوم الخندق فيما أعلم، فصلاها أبو رافع وجعلها في مكتل، ثم انطلق بها فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم راجعاً من الخندق فقال‏:‏ ‏"‏يا أبا رافع ناولني الذراع‏"‏‏.‏ فناولته، ثم قال‏:‏ ‏"‏يا أبا رافع ناولني الذراع‏"‏‏.‏ فناولته، ثم قال‏:‏ ‏"‏يا أبا رافع ناولني الذراع‏"‏‏.‏ فناولته، ثم قال‏:‏ ‏"‏يا أبا رافع ناولني الذراع‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ يا رسول الله هل للشاة إلا ذراعان‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏لو سكت لناولتني ما سألتك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

14136- وعن أبي عبيد أنه طبخ لرسول الله صلى الله عليه وسلم قدراً فيها لحم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ناولني ذراعها‏"‏‏.‏ فناولته، فقال‏:‏ ‏"‏ناولني ذراعها‏"‏‏.‏ فناولته، فقال‏:‏ ‏"‏ناولني ذراعها‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ يا نبي الله كم للشاة من ذراع‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏والذي نفسي بيده لو سكت لأعطيت ذراعاً ما دعوت به‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير شهر بن حوشب وقد وثقه غير واحد‏.‏

14137- وعن يحيى بن ‏[‏أبي‏]‏ إسحاق قال‏:‏ حدثني رجل من بني غفار في مجلس سالم بن عبد الله قال‏:‏ حدثني فلان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بطعام خبز ولحم فقال‏:‏ ‏"‏ناولني الذراع‏"‏‏.‏ فنُووِل ذراعاً فأكلها، قال يحيى‏:‏ لا أعلمه إلا قال هكذا، ثم قال‏:‏ ‏"‏ناولني الذراع‏"‏‏.‏ فنووِل ذراعاً فأكلها، ثم قال‏:‏ ‏"‏ناولني الذراع‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ يا رسول الله إنما هما ذراعان‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏وأبيك لو سكت ما زلت أناول منه ذراعاً ما دعوت به‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه راو لم يسم‏.‏